موسى : انعكاسات رحيل الأسد على مستقبل الغاز الروسي والايراني وأسعار الغاز العالمية مستقبلا
كتب محمد عطية
أوضح عبدالنبي موسى الأمين العام لحزب إرادة جيل بمحافظة كفرالشيخ وعضو الهيئة العليا للحزب أن برحيل نظام بشار الأسد وسقوط الدولة بجميع أركانها في سوريا قد أعطى الأمل مجددا لأردوغان في تنفيذ مشروعه في أن تصبح تركيا مركزا إقليميا للطاقة بالشرق الأوسط ومن ثم تصبح هي المعنية واللاعب الأساسي والمسيطر على توزيع الغاز إلى اوروبا عن طريق مرور خط الغاز القطري بالأراضي السورية وربطه بخط الغاز التركي والذي من شأنه أن يكون له انعكاسات كبيرة ومؤثرة على أسعار وخريطة الغاز العالمية مستقبلا ذلك بعد أن كان قد تم اجهاض هذا المخطط تماما بإعلان مصر عن تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط ومقره القاهرة باتفاق "7" دول قبرص؛ اليونان؛ ايطاليا؛ اسرائيل؛ الأردن؛ فلسطين؛ إضافة إلى مصر ثم انضمام فرنسا بعد ذلك للمنتدي
وقال موسى أن هذا المخطط التركي ليس وليد لحظة سقوط نظام بشار الأسد في سوريا بل هو مخطط تعمل على تنفيذه تركيا منذ أكثر من عشر سنوات بمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي
وأضاف أمين عام حزب إرادة جيل بكفرالشيخ أن تركيا عندما بدأت بالفعل أن تتخذ خطوات جدية في تنفيذ هذا المخطط مسبقا كانت العقبة الوحيدة لإتمام المشروع هو رفض بشار الأسد وعدم موافقته على مرور خط الغاز التركي بالأراضي السورية
ولذلك كان الرد والعقاب الفوري لسوريا بالعمل المستمر على دمارها وجعلها مرتعا للإرهاب كما نرى الأن والبحث دوما دون توقف عن مخططات تهدف إلي سقوط النظام والدولة في سوريا بجميع أركانها وخلق نظام سوري جديد يسمح بتنفيذ المخطط وإتمام المشروع
وقد كان رحيل نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الجاري وزيارة الوفدين القطري والتركي لسوريا بعد رحيل نظام الأسد مباشرة كأول الوفود الدولية التي زارت سوريا واعترافهما بنظام احمد الشرع الجديد هو دليل قاطع وبما لا يدع مجالا للشك بأن المحاولات المستمرة لاتمام مشروع الغاز "القطري التركي" كان هو أحد أهم أهداف سقوط نظام الأسد والدولة السورية
كما اضاف عضو الهيئة العليا لإرادة جيل أن قرار بشار الأسد بعدم موافقته على مرور خط الغاز التركي لم يكن بمحض إرادته ولم يكن قرار سوريا مستقلا وانما كان لاعتبارات كثيرة أهمها تلبية رغبة طهران في عدم إتمام المشروع مساومة منها بالدعم الايراني المستمر طوال السنوات الماضية لنظام بشار الأسد حيث أن إيران تعد واحدة من أكبر الدول المصدرة للغاز المسال كما أن تصدير الغاز بالنسبة لها بمثابة موردا رئيسيا للاقتصاد الإيراني وبالتالي إتمام المشروع القطري التركي سوف يكون له عواقب وخيمة علي اقتصادها
وبالتوازي أيضا يأتي قرار عدم موافقة بشار الأسد على إتمام المشروع هو المحافظة علي العلاقات الروسية السورية والدعم المتواصل أيضا من موسكو لدمشق حيث أن روسيا تعتبر أكبر مصدر للغاز الطبيعي كما أنها تأتي في المرتبة الثانية عالميا انتاجا للغاز بعد الولايات المتحدة الأمريكية وهي على الدوام تناور بورقة قطع إمدادات الغاز عن أوروبا في أوقات الصراعات والحروب التي تقوم بها روسيا لتحقيق مكاسب سياسية
وفي سياق متصل تابع عبدالنبي موسى أن في حالة إتمام مشروع الغاز القطري التركي سوف ينعكس ذلك إيجابيا على الاقتصاد التركي وعلي دور تركيا الإقليمي في المنطقة وذلك لموقعها الجغرافي بين قارتي أسيا وأوروبا
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى ليست بعيدة عن المكاسب السياسية في حالة إتمام هذا المشروع عن طريق أضعاف الاقتصادي الروسي من جهة وبالتالي الحد من تأثيرها السياسي في القضايا الإقليمية والدولية من جهة اخرى